نظرية ( كل عالم جاهل وليس كل جاهل عالم )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :-
أحبتي أعذروني في البداية إن كانت بعض مقالاتي تكتسي حلة الرياضيات وطبيعتها المعقدة في أحايين كثيرة وإن كنت لا أحبذ العنصرية في المواد ، على الرغم من المقولة الشهيرة ( الرياضيات أم العلوم ) .
دعوني في هذه العجالة أن أطرح عليكم هذه النظرية والتي تحتاج إلى برهان علكم تساعدوني في اثباتها لأنال حق التسجيل والمفقود لدينا في زمن كثرت فيه السرقات الأدبية وخصوصا في مجتماعتنا العربية للأسف الشديد ! فلربما أنال جائزة الجوكر العربي للفن الأصيل !!
أقول وبالله التوفيق إن المتأمل لحال علماء الأمة على مختلف الطوائف وفي شتى ميادين العلم والمعرفة ليتلمس مدى تواضع هؤلاء وحرصهم على طلب العلم ونشره وتهربهم من تقلد المناصب ليتفرغوا لطلب العلم ولا سواه .
وفي المقابل ما نشاهده اليوم في كثير من المجالس والمنتديات ، ما يندى له الجبين وتشمئز منه العقول النيرة من متشدقون متفيهقون نصبوا أنفسهم علماء وهم أبعد ما يكونون عليه ، فلا تثار قضية أو تناقش مسألة إلا ويقحمون أنفسهم فيها بعلم وبلا علم زاعمين متزعمين ، مفتين بلا مستفتين ، يقولون مالا يعلمون ، ويفعلون مالا يقولون ، حظهم في هذه البسيطة كتيبات وقصاصات وإشاعات ومجلات !
يظنون أنهم بذلك بلغوا مراتب العلم والعلماء ولكن هيهات هيهات ؟؟!
فهذه ليست سمات العالم الجليل والمفكر والأديب ، وأنا هنا لست بصدد ذكر شواهد من كتب السيرة والتاريخ والتي تعج بها مكتباتنا والتي تحكي وتروي لنا إبداعاتهم وإسهاماتهم العظيمة . واسمحوا لي هنا أن أستحضر موقفا لأحد علماء الأمة الإمام مالك رحمه الله في هذا الجانب وكيف كان يأتيه السائل يستفتيه عن مسألة لا يعجز طالب العلم البسيط عن اجابته ، إلا أن عالما بحجم مالك رحمه الله يحيله لغيره !حتى ليقال له المقولة المأثورة ( أيفتى ومالك بالمدينة ) ...
أين نحن من هؤلاء الأفذاذ اللذين أفادوا وأجادوا ، وأقول للأصاغر ارحمونا !! كفاكم زبدا !! وتذكروا قصة سيدنا موسى عليه السلام مع الخضر وكيف أن الله عز وجل بين لنا أن فوق كل ذي علم عليم . ومهما بلغ المرء من العلم يظل جاهلا في مدرسة الحياة غريقا في بحر العلم . يقول المولى عز وجل (وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ العِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا )
توجيهات تربوية :
1- تواضع يزيدك الله علما فقد روي عن المصطفى صلى الله عليه وسلم : {ما تواضع أحدٌ لله إلا رفعه الله }.
2- احذر الغرور فهو مقبرة العلم
3- لا تزكي نفسك ودع الآخرين يقيمونك قال تعالى (فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى)
4- كلما شعرت بأنك ذا شأن اقرأ ثم اقرأ سير العظماء واستحضر قول المصطفى عليه الصلاة والسلام (لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم، فإنما أنا عبد، فقولوا عبد الله ورسوله)