بشرى سارة...جوائز ثمينة مبهرة و غالية ... فشارك لتفوز
محمد مصطفى المصراتى
أخي الحبيب الغالي ... أختي العزيزة الفاضلة
بعد عظيم التحية و جميل السلام وكامل التقدير وفائق الاعتزاز وأعلى درجات المحبة
و العرفان أهديكم كلماتي هذه نابعة من قلب محب لكم ويتمنى لكم ولنفسه خير الدنيا ونعيم الآخرة...
واسأل المولى المنان أن يجعلها تصل إلى قلوبكم الصافية النقية ووجدانكم الملئ بالمعاني الطيبة الحميدة ...
وعملاً بقول حبيبي وحبيبنا المصطفى المحمود محمد صلى الله عليه وسلم
( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه )
لأجل ذلك كتبت لكم هذه الكلمات في أيام مباركات اقسم بها المولى عز وجل
فقال " وَالْفَجْرِ *وَلَيَالٍ عَشْرٍ "
ولننظر إلى عظمة ومكانه ورفعة هذه الأيام العشر حتى اقسم بها الخالق البارئ
إنها الأيام العشر الأولى من هذا الشهر الفضيل ذي الحجة
التي قال عنها الرسول عليه الصلاة و السلام (ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب لله من هذه الأيام
العشر فقالوا :يا رسول الله ، و لا الجهاد في سبيل الله
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "و لا الجهاد في سبيل الله إلا من خرج بنفسه
وماله ولم يرجع من ذلك بشيء "
فهي أيام جليلة عظيمة و دعانا النبي عليه الصلاة و السلام لاستثمارها
في الأعمال الصالحة و الصوم وصلة الأرحام ومساعدة المحتاج وقراءة القرآن الكريم
و الصدقة (ولو بربع دينار تضعه في صندوق المسجد )
و الدعاء وذكر الله بأذكار الصباح والمساء و أداء الصلوات في المساجد جماعة
كل ذلك من الأعمال الصالحة التي علينا الاجتهاد بالعمل بها كلها أو بعضها في هذه الأيام المباركة ...
وعلى قدر مجهودك يكون الأجر والثواب .
أخي الفاضل ... أختي الفاضلة .
كما تحتوي هذه الأيام العشرة الأولى من ذي الحجة على يوم ماذا أقول لكم عنه ..
انه شديد عظيم عصيب على إبليس وذريته الملعونين .. انه يوم عرفة ..
فقد جاء في الأثر ما معناه " إن إبليس الملعون يقول في هذا اليوم في غيظ وحزن وغم :
أضل العباد طول العام ويغفر لهم هذا اليوم "
ويقول ذلك بحسرة وندم ..هل تعلمون ماذا يقصد ؟ ..
أنه يعنى شغل وتعب ومجهود عام كامل من الفتن والفسوق و العصيان وإضلال العباد بعيداً
عن الطريق المستقيم كل ذلك يضيع هباءً منثوراً في يوم واحد وهو يوم عرفة ..
لأن الله المنعم الكريم ينعم على عباده بالمغفرة و التوبة ولكن أي عباد أنهم الذين يصومون
ويستغفرون ويذكرونه تعالى ..
أخي الحبيب أختي الغالية ...
يوم عرفة (وهو التاسع من ذي الحجة )
تفتح فيه أبواب السماء لاستجابة الدعوات الملحة و الصادقة و يلبي الله فيه الرغبات
و الطلبات و يغفر فيه ذنوب سنتان ...
ولتتأكد من ذلك لنستمع إلى قول الصادق الأمين محمد صلى الله عليه وسلم وهو يقول مبشراً المسلمين
" صيام يوم عرفة أحتسب علي الله أن يكفر السنة التي قبله و السنة التي بعده "
فهذه فرصة ثمينة غالية لي ولكم لنصوم ذلك اليوم و لنؤدي الصلوات مع الجماعة في المسجد
ولتكثر من الذكر و الاستغفار وقراءة القرآن الكريم لنقترب من الرحمن و نغيظ عدونا الشيطان
ونظفر بالجائزة الكبيرة وهي تكفير الذنوب و السيئات ...
أخي الحبيب .. أختي الفاضلة ...
كلنا نخطئ كل يوم بذنوب لا حصر لها ..
ولكن مع التوبة و الاستغفار و الدعاء تغفر الذنوب ومع المداومة على العمل الصالح تتحول
بفضل الله وكرمه كل السيئات إلى حسنات وتتعاظم الحسنات ونحن نصوم يوم عرفة
لاننسى قول الرسول صلي الله عليه وسلم" إن للصائم عند فطره دعوة لا ترد "
فلندعو لوالدينا و أخواتنا وإخواننا المسلمين بالمغفرة و الخير والصلاح وللمجاهدين بالنصر
و العزة وللمتضررين و المستضعفين بالفرج و لموتانا بالمغفرة ودخول الجنان
ولندعوا لأنفسنا بخير الدعاء ( أللهم أغفر لي ما قدمت وما أخرت ، اللهم أتنا في الدنيا حسنة
وفي الآخرة حسنة و قنا عذاب النار ، اللهم أسألك العفو و العافية في الدنيا و الآخرة )
وأي دعاء تريد أن يجاب فادعوا الله به
كما هناك مواضع كثيرة يجاب فيه الدعاء
وهي ما بين الآذان و الإقامة وعند نزول المطر وعند سجودك في الصلاة وفي السحر
(أي قبل أذان الفجر )
كل تلك من المواضع التي دلنا عليها الرسول فلندعو الله ونحن موقنين بالإجابة
"وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ " .
أخي الحبيب ... أختي الفاضلة ..
أجعل من هذه الأيام العشر من ذي الحجة أيام طاعة وعبادة وأحرص على صيامها ...
وإن لم نستطيع وضعفت وعجزت فلا أقل من صيام يوم عرفة وأجعلها يوم كله لله في صلاتك واجعل
من دقائقه ذكر لله واستغفار وتقرب إليه بقراءة كتابه الكريم.
وعليك أن تحرص على تعريف والديك و إخوتك وأخواتك وأصدقائك و أقاربك وأسرتك على
فضل صيام يوم عرفة وذكرهم بذلك اليوم العظيم فالذكرى تنفع المؤمنين ولا تدخر جهداً في ذلك
ولا بأس أن تستعين بما جاء في هذه المقالة بتصويرها أو نشرها عليهم لعل تجد ذلك العمل عظيماً
قيلاً في ميزان حسناتك في يوم تعز فيه الحسنات وتكون بدعوتك الناس على صيام ذلك اليوم العظيم قد اقتديت
بقول الرسول عليه الصلاة والسلام (بلغوا عني ولو آية )
وقوله عليه الصلاة و السلام " نضر الله امرئ سمع مني مقالة فوعاها فأداها كما سمعها فلربما مبلغ اوعى من سامع "
و أنت بذلك تعمل مع الله في نشر الخير و الله لا يضيع اجر العاملين ..
وهو خير الرازقين .. و ارحم الراحمين من بيده خزائن السماوات و الأرض .
أخيراً لا أجد ما اختم به مقالتي هذه أفضل
من قوله تعالى " مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم
بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ " صدق الله العظيم .
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وكل عام و الجميع بخير وصحة وعافية ونجاح وفلاح